الاثنين، 16 يناير 2012

ارمـــــــــى بياضك يا شابه




تجوب اعماق الحوارى الشعبية
كما تجوب ارقى ميادين القاهرة
بضاعتها القلوب الساذجة الطيبة التائهة الوحيده من غير مال ولا عيال ولا زوج ولا خل قلوب ملسوعة مقهورة مظلومة مسروقة منهوبة مسلوبه ..... قلوب ساذجة طيبة بغض النظر عن درجة تعليمها وثقافنها رجال ونساء صبايا وشيوخ حيث يمثلون صيدا سهلا ثمينا دسما لقارئات الودع وبقدر قدرتها على السيطرة والانقضاض على فريستهابقدر ما تبتلع منها ما تريده
تسير تسعى بين الدروب ،تدلف الى ازقة قرية وتجوب حواريها وهى تظهر قدرتها على طهارة البنات والصبيه وعلى معالجة الامراض وعلى ضرب الرمل وللاصغاء للاصداف مدعية الكشف عن الغيب والتنبؤ بالمستقبل 
     متزينه وبالحنه متحنيه وعلى رأسها شايله (قفه) فيها بعض الحصى وبالرمل مليانه ووجهها بالوشم منحوت ومحفور بالنار الحامية حتى العظام حتى لا يمحوه الزمان ويغير من خطوطه الريان
لابيت واحد محدد لها بعينه ، بل هى تحيا رحاله  جوالة صائعة من مكان لآخر تقطع طول البلاد وعرضها كل الوقت وعلى مدار العام 
تبشر فى الغالب بالخير وتنذر فى النادر بالشر وتميط اللثام عن سر غائب او هجر حبيب فما يناديها مناد حتى تسرع فتفترش الارض امامه( وقفّتها )الى جوارها وتغمغم بكلمات غامضة مكسورة غير مكتملة ولا مفهومة  ، تزيد فى الغالب من التوتر ومن الاضطراب الذى يزيد من ضربات القلب والتلهف عما سيقال ولا تقول الابعد ان ان تطلب العرافة ألاجر الذى تريده 
- ارمى بياضك يا شابه !
وهنا من فرط الاضطراب واللهفة على السماع المنتظر قد يسرق ما يسرق من حول رقبة السائلة وهى لاهية مشغولة بحالها او قرطها الذى يتأرجح فى اذنيها


اما عن القصة القصيرة فانى اخشى من فرط وصفى للعرافة ان احيد او ابعد عن قصتها الواقعية وساروى لكم بدايدتها
رجعت العرافة الى خيمتها المنصوبة فى احد الاركان المهجورة فى انحاء المحروسة 
ارتمت على سريرها فوق حاشية تحتحها اقفاص من خوص بعد يوم حافل بالمشقه ،  بجوار اختها التى تصغرها 
العرافة: اياكى ان تنامى يابهيه قلبى فيه نار 
- الاخت ما بالك اختى حالك غير الحال وانت العرافه التى شهدت لها الابدان وشفيت لها الاجسام 
- العرافه خطف قلبى يا بهية وطار ورا هذه الشعنونه ناعسة
-الاخت: ماذا تقولين اختى يامن تكشفين المستور وتعرفين المجهول 
-العرافة :
فى القلب منى نار *** والنار فيها الدمار 
والجسم منى سقيم ***فيه الطبيب يحتار 
وعينى تهطل دمعا ** ودمعها مــــدرار
فليس ليلى ليـــــل **ولا نهارى نهـــــار 
لقد اجهدنى يا بهية الارق واذابنى القلق وبقيت فى حبه بلا عقل ولا امل
- الاخت : وكيف لا تستطيعى حبيبتى ان ترديه اليك يامن كنت دائما فى رد الاحبة صانعة وتزيلى كل لهب مؤجج فى نفوسهم وتمسحى موج الاسى وعواصف الارزاء من صدورهم 
- العرافه : هدم فؤادى يا بهية 
-الاخت :فؤادك لم ولن يعرف الشكوى الذليلة ابدا اختى !!وسيكون مثل الصخرة الصماء ، النور فى قلبك وبين جوانحك فعلام سيرك فى الظلمات 
العرافة : عرفت اختى السبب فان معاول كفرى وبعدى عن الله هدت مناكبى واشعلت نار الفرقة بينى وبين حبيبى فالجزاء من نفس العمل فادعائى علم الغيب والتنجيم الذى لا يعلمه الا الواحد القهار حتى وصل ناركفرى  الى كل اعضائى ومنه الى قلبى المجروح .... واقول لكم جميعا اننى بعد يومى هذا لن اخرج من خيمتى ولن اتجول وازاحم ربى  فى قدره وقدرته وساكون لخالقى نعم العبدة البعيدة عن الآثام والبغضاء التى هدمت نفسى ومدت خوانى لتأكل لحمى وترتشف دمائى 

والجزاء من جنس عملى وقد كنت ابرأ من دينى وديانى واحلل ما حرمه ربى 
- الاخت وانا معكى اختى 
عليك بتقوى الله اختى *** ولا تطلبى الدرّاء فذلك مفسد
استغفرى بما قمت بفعله** ونهى الله عنه والنبى محمد
=======================
اخواتى واحبابى ان مثل هذه القصة التى وقعت احداثها فى المحروسة وقع مثل احداثها  بالهند الحبيبه فى فترة تواجدى ...... فهم الى الله اقرب والى ذنوبه ابعد بالرغم من تعدد اديانهم الا ان الله عندهم واحد
تمت
فاروق فهمـــــى